دعم السلوك الإيجابي عند الطفل
كثيرا ما يبحث الآباء عن أفضل السبل لتربية أبنائهم، و يحرصون كل الحرص على
تقوية السلوكيات الإيجابية و دعمها، و أمام تعدد هذه السبل و تشعبها و كثرة القيل
و القال عنها، تصيح مسألة اختيار الأفضل من بينها إشكالية معقدة تستدعي الكثير من
التريث، و تتطلب معرفة ملمة بكل متطلبات و ميولات الطفل، لكي يسهل ضبط كل
المتغيرات الجديدة التي تؤثر في عملية
النمو و التطور الاجتماعي، المعرفي و السلوكي، و من دون شك فإن علم النفس يوفر
الإطار النظري الذي يمكن الرجوع إليه، فهو يضع رهن إشارة المتخصصين في مجال
التربية و الآباء العديد من الآليات السيكولوجية الكفيلة بدعم وتعزيز السلوك الإيجابي
عند الطفل، إدن ما هي الخطوات العلمية لتحقيق ذلك؟
![]() |
source: pixabay |
دعم السلوك الإيجابي عند الطفل
إن دعم السلوك الإيجابي قد جاء بهدف حل المشكلات السلوكية الخطيرة و الصعبة
التي تظهر عند الأطفال، كبديل للطرق الموجعة التي تتبنى أسلوب العقاب و تحط من قدر
الطفل، و تم استخدام هذا النهج في أغلب الأحيان في برامج المدارس و المجتمعات بشكل
دقيق. و مند بداية القرن الواحد و العشرين أصبح " دعم السلوك الإيجابي"
معمولا به على نطاق واسع، و يعد الآن مكونا أساسيا من مكونات التربية الفعالة، لكن
هذا الأمر يتطلب مراعاة العديد من الضوابط التي تسهل علينا فهم السلوك من أجل
تحديد الطريقة السليمة للتعامل معه.
السياق:
إن دعم السلوك الإيجابي ينبني على فرضية قبلية مهمة، يتلخص مضمونها في أن
إمكانية تعيين أهداف سلوك الطفل و تحديدها بشكل سليم و بأية كيفية تساعده هذه
الأهداف، تجعل المربي في موقف أفضل للتعامل مع هذا السلوك بالكيفية الملائمة، و
لعل فهم السلوك و أسباب حدوثه و السياق الذي مهد لذلك، من الأولويات التي يجب
أخدها بعين الاعتبار قبل أية محاولة لإيجاد الحلول الفعالة، و التي يجب أن تراعي
أيضا حاجيات الطفل، تشجعه على أن يكون أكثر مسؤولية اتجاه أفعاله و سلوكاته. و
بالتالي فإن عملية دعم السلوك الإيجابي تساعد الآباء و المتخصصين في التربية و علم
النفس على توجيه الأطفال نحو اختيار الطرق الإيجابية و السليمة للتعامل مع الظروف
والسياقات التي تصادفهم في علاقتهم بذاتهم و بالمحيط الخارجي، وفي ذات الوقت فهي
تساعد الأطفال على امتلاك قدرة لا مثيل لها في الاعتماد على الذات.
أنماط السلوك:
من المؤكد أن دعم السلوك الإيجابي يستوجب النظر بموضوعية الى سلوك الطفل،
من خلال الكشف عن الظروف التي تدفع الى تمظهر السلوك و كذا النتائج المترتبة عنه،
و تكمن فائدة ذلك في التوصل الى تشخيص دقيق للخلل الذي يفترض علاجه، ولإنجاح هذه
المهمة وجب الانتباه جيدا لمختلف
التفاعلات المسببة لسلوك ما، و هنا يصبح دور المتخصص في التربية أو علم النفس شبيه
بدور المحقق، إذ يبحث عن المفاتيح الممكنة لفهم أفضل لسلوك الطفل، لأن دعم السلوك
الإيجابي يستوجب أولا و قبل كل شيء تحديد أنماط السلوك، ليكون التدخل فعالا و
ناجحا.
دعم السلوك البديل:
في
كثير من الأحيان تحدث مشكلات سلوكية تستدعي التدخل من طرف المتخصصين أو الآباء من
أجل معالجتها، و في مثل هذه الحالات يصبح من اللازم مساعدة الطفل على تطوير طرق
أفضل للتعامل مع هذه المشكلات، و الوصول الى ما يحتاجه و ما يريده بشكل سليم، مثلا
قد تكون طريقة الطفل غير صحيحة في التواصل مع الآخرين، و هنا يمكن أن يتدخل المدرس
أو المتخصص لتشجيع الطفل على المشاركة في عرض مسرحي رفقة زملائه في الفصل و يكون
ذلك وفقا لطرق صحيحة، ذلك من شأنه أن يساعد على تصحيح السلوكات الخاطئة في
التواصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق