التأثيرات النفسية لجائحة كورونا على الأسر و العائلات
لقد اجتاح SARS COV 2 جل أنحاء العالم مخلفا الملايين من الإصابات و مئات
الألاف من الموتى، و هذا الوضع المؤلم الذي تعيشه البشرية يكشف عن مستقبل يطوقه
المجهول من شتى جوانبه و يلفه الغموض، و كل ذلك نزل بثقله على الأفراد و المجتمعات
حيث انقلبت حياتهم رأسا على عقب، و خيم عليها عدم الاستقرار في كل المناحي، سواء
من الناحية الصحية و الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي
على الحياة النفسية بكل تأكيد، فأصبح القلق و التوتر و الاكتئاب يسيطر على الحالة
المزاجية للعائلات و الأسر والأفراد، و ذلك يرجع بالأساس الى العديد من الإكراهات
و المشاكل التي جاءت بها جائحة كورونا COVID-19، الأمر الذي وضع علماء النفس أمام تحدي جديد
و فريد من نوعه، فرض عليهم محاولة فهم الاختلالات السلوكية الناتجة عن ظهور COVID-19 .
![]() |
source: pixabay |
ما هي التأثيرات النفسية لجائحة كورونا على
العائلات و الأسر؟ و ما هي الأسباب الكامنة وراء هذه التأثيرات؟
التأثيرات النفسية لجائحة كورونا:
القلق النفسي:
أصبحت العائلات و الأسر تعيش تحت ضغط رهيب نتيجة التدابير المتخذة من طرف
الحكومات للتغلب على جائحة كورونا covid-19 أو على الأقل التخفيف من أضرارها الصحية و
الاقتصادية، مما ولد أشكالا من القلق النفسي وصلت الى المستوى المرضي، و ذلك زاد
من أعباء الأسرة أو العائلة و صارت مكرهة على تحمل إكراهات إضافية.
الاكتئاب المرضي:
لم
تقف التداعيات النفسية لجائحة كورونا covid-19 عند القلق النفسي، بل تجاوزت ذلك في كثير من
الأحيان لتصل الى مستوى الاكتئاب المرضي، فأصبح العديد من الأفراد يعيشون حالة
اكتئاب تراوحت بين الخفيفة و الحادة، و تسببت لهم في الكثير من المشاكل الاجتماعية
الأخرى.
الخوف المرضي:
إن الهالة الإعلامية التي رافقت جائحة كورونا covid-19 منذ ظهورها، عززت الكثير من
السلوكات المرضية لدى العديد من الأفراد، من أبرزها الخوف المرضي، بحيث أضحى
الكثير من الأفراد يخافون الخروج من المنزل، الالتقاء بالآخرين و لو كان ذلك في
إطار احترام التباعد الاجتماعي، و هذا الأمر أثر بشكل سلبي على حياتهم الاجتماعية
و المهنية بشكل خاص.
بعض الأسباب الكامنة وراء التأثيرات النفسية لجائحة كورونا:
التغيرات على مستوى العادات و الطقوس الاجتماعية:
لقد عرفت المنظومة الاجتماعية العديد من التغيرات في ظل جائحة كورونا covid-19 ، و قد
مست هذه التغيرات العادات و الطقوس و العمليات النمائية للأسر، من قبيل طقوس
الزواج، الجنائز و الولادة....إلخ، و كان لذلك تأثير على مستويات اجتماعية متعددة.
التغيرات المهنية:
أصبحت الكثير من المهن و الوظائف تستدعي العمل عن بعد، و هذا الامر فرض
الكثير من الأفراد الاشتغال من داخل المنازل،
و زيادة على ذلك أضحت الحاجة ملحة الى تحقيق التوازن بين رعاية الأطفال في
إطار التعليم الافتراضي و مسؤوليات العمل،
و رعاية الأفراد المسنين في تنفيد البرتوكول الصحي الوقائي لتفادي الإصابة بالمرض.
فقدان العمل:
لقد خلفت جائحة كورونا covid-19 الكثير من الأضرار الاقتصادية، كان أبرزها نتيجة
لفقدان العمل بشكل مؤقت أو نهائي، إذ أن هذا المعطى ترتبت عنه العديد من المشاكل و
الصراعات النفسية و الأسرية، قد و صل في
كثير من الأحيان الى ممارسة العنف، و سوء معاملة الأطفال و المسنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق