علم النفس الاجتماعي: اهتماماته و مناهجه - علم النفس

15 مارس 2023

علم النفس الاجتماعي: اهتماماته و مناهجه

 

علم النفس الاجتماعي

يعتبر علم النفس الاجتماعي من أهم فروع علم النفس، ويشكل أحد الاتجاهات الكبرى داخل هذا المجال العلمي، ويعنى بدراسة الأفراد في مواقفهم وتفاعلاتهم الاجتماعية والثقافية. ويصبح عالم النفس من خلال خضوعه للتدريب واكتسابه للخبرة قادرا على توسيع نظرته العلمية لتشمل المحيط الاجتماعي الذي يؤثر على تفكير الناس، ومشاعرهم، وسلوكهم، وتفاعلاتهم. وبهذه النظرة الشمولية والموسعة يغدو عالم النفس متيقظا للطرق التي تمتزج بها العمليات النفسية بالمؤثرات الاجتماعية المتعددة، والتي تلعب دورا محوريا في تشكيل وبناء شخصية الفرد في صورتها النهائية. كل هذه السمات التي يتسم بها علم النفس الاجتماعي لا محال أنها تنعكس على اهتمامات المتخصصين في هذا المجال وتؤطر دراساتهم العلمية، الأمر الذي يثير مجموعة من التساؤلات حول اهتمامات علم النفس الاجتماعي ومناهجه الخاصة، ويمكن بسطها على النحو التالي: ما هي أهم اهتمامات علم النفس؟ وما هي المناهج المعتمدة في إجراء الدراسات العلمية الخاصة به؟

علم النفس الاجتماعي




اهتمامات علم النفس الاجتماعي:

        إن الكثير من علماء النفس الاجتماعي يقرون بشكل مطلق أن مهمتهم العلمية هي أكثر تعقيدا وتمثل تحديا لكل المبادئ البسيطة، على اعتبار أن موضوع دراستهم يتسم بطابعه التركيبي، لأنه يجمع بين بعدين أساسيين ومهمين مرتبطين بالكائن البشري المركب بدوره مما يجعل من مجال علم النفس الاجتماعي ملتقى للكثير من الاهتمامات والأفكار والحقائق. فبالرغم من بساطة السلوك بالنسبة لعامة الناس يصبح عند عالم النفس الاجتماعي واقعا علميا مركبا، فعلى سبيل المثال فإن عملية التعارف بين الأفراد تبدو في ظاهرها بسيطة، غير أنها من الناحية العلمية تشكل مزيجا متداخلا تدخل في تركيبته العادات، الاتجاهات، الادراكات الحسية، الأحكام والدوافع الخاصة، مما يتطلب من عالم النفس الاجتماعي أن يكون ماهرا في وصف وشرح التأثيرات النفسية للاتصال الاجتماعي والعملية الاجتماعية نفسها.  وبهذا الشكل يمكن ابتكار نظريات تكون مثيرة ونافعة لعلم النفس الاجتماعي كما تكونت نظريات مماثلة بالنسبة لعلوم الطبيعة، غير أن هذا التوجه لا يحظى بالقبول من طرف ثلة من علماء النفس الاجتماعي، لأن هذا النهج منح اهتماما كبيرا الى الاستعدادات الشخصية التي تشكلت من خبرات اجتماعية طويلة الأمد علة حساب الاهتمام بالمؤثرات المباشرة التي تؤثر في السلوك.


    مناهج علم النفس الاجتماعي:

منهج التفسير:

        إن الكثير من العمليات المتكررة التي أولاها علماء النفس الاجتماعي اتباههم هي نفس راجعة لطبيعة الانسان الاجتماعية المعقدة، لهذا السبب حاول هؤلاء العلماء إنشاء وبناء طرق ناجعة لاختبارها وتفسيرها على نحو موضوعي، ولا شك أن تفسير الظواهر النفسية-الاجتماعية ليس بالأمر اليسير، وهذا يتطلب من الباحث أن يشغل نفسه بما لا يمكن ملاحظته، أي أنه مفروض عليه أن يخترع تقنيات ليستدل بها على وجود اتجاهات ودوافع من ملاحظات دقيقة للسلوك في مختلف الأبعاد النفسية والاجتماعية. هذا العمل شبيه الى حد كبير بمهمة الفيزيائي الذي يستدل على وجود ذرة من ملاحظة بعض الظواهر الطبيعية التي يفترض أنها ترتبط بالنشاط الذري، وذلك راجع لاستحالة ملاحظة الذرات بشكل مباشر، ولكن يمكن قياس نشاطها

 منهج الفهم:

        يرى الكثير من علماء النفس الاجتماعي أن ملاحظة السلوك ومحاولة إخضاعه للقياس، مسألة غير متاحة في مجال علم النفس، على اعتبار أن الظاهرة النفسية والاجتماعية معا لا تخضعان لمحددات ثابتة، فالسلوك البشري لا يمكن وضعه داخل قالب المنهج المعتمد في دراسة الظواهر الطبيعية، بل ينبغي السعي لفهمه انطلاقا من تصور الفاعل نفسه، الذي يمثل ذاتا لها خصوصيتها وأحكامها المسبقة وتوجهاتها الخاصة، إذ أن فهم السلوك النفسي الاجتماعي لا يتحقق إلا من خلال فهم الذات الفاعلة نفسها، وبذلك تصبح القيم و المقاصد و التوجهات الذاتية شرطا أساسيا لبناء نظريات في مجال علم النفس الاجتماعي.

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق